بوغدانوفيتش يعتزل كرة السلة- نهاية مسيرة حافلة بالإنجازات والإصابات

بعد مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات امتدت لأكثر من عقدين، أعلن النجم الكرواتي المخضرم بويان بوغدانوفيتش، قراره النهائي باعتزال كرة السلة بشكل كامل. وجاء هذا الإعلان الحزين نتيجة لإصابة مزمنة ألمت بقدمه اليسرى، والتي أجبرته على الخضوع لعمليتين جراحيتين دقيقتين على مدار 14 شهراً، ليصبح من المستحيل عليه العودة مجدداً إلى الملاعب ومزاولة كرة السلة.
بوغدانوفيتش، ذو الـ 36 ربيعاً، شارك محبيه وجمهوره عبر حساباته الرسمية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بكلمات مؤثرة قائلاً:
«في بعض الأحيان، لا نملك القدرة على اختيار اللحظة المناسبة، بل هي التي تفرض نفسها علينا. وبعد محاولات مضنية لا تحصى ولا تعد للعودة إلى الملاعب، أدركت أنه قد حان الوقت لإغلاق هذا الفصل من حياتي».
ولد بوغدانوفيتش في مدينة موستار بدولة البوسنة والهرسك، وسرعان ما ذاع صيته كلاعب موهوب ومتألق في صفوف المنتخب الكرواتي لكرة السلة. بدأ رحلته الاحترافية مع نادي مدينته، قبل أن ينتقل إلى صفوف نادي ريال مدريد الإسباني العريق، ومن ثم إلى نادي زغرب الكرواتي، وأخيراً إلى فنربخشه التركي، حيث حقق العديد من الألقاب المحلية المرموقة.
في عام 2014، انطلق بوغدانوفيتش نحو عالم دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA) من خلال بوابة بروكلين نتس. وبعد ذلك، تنقل بين العديد من الأندية البارزة الأخرى، مثل واشنطن ويزاردز، وإنديانا بيسرز، ويوتاه جاز، وديترويت بيستونز، ونيويورك نيكس. ومع ذلك، لم يتمكن من خوض أي مباراة بعد عودته الأخيرة إلى بروكلين في صفقة تبادلية، وذلك بسبب تجدد إصابته في القدم، والتي استدعت خضوعه لعملية جراحية جديدة في شهر فبراير الماضي.
شارك بوغدانوفيتش في 719 مباراة طوال مسيرته المضيئة في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، مسجلاً معدلاً قدره 15.6 نقطة، و3.6 متابعات، و1.7 تمريرة حاسمة في المباراة الواحدة. وتجدر الإشارة إلى أنه حقق أعلى معدلاته التهديفية مع فريق ديترويت في موسم 2022-2023، بمتوسط بلغ 21.6 نقطة في المباراة الواحدة.
علاوة على ذلك، تمكن بوغدانوفيتش من بلوغ الأدوار الإقصائية (البلاي أوف) سبع مرات، ممثلاً لخمسة فرق مختلفة. وفي رسالته الوداعية المؤثرة، كتب:
«كل محطة في مسيرتي تركت بصمة لا تُمحى، وكل قميص ارتدَيته حمل ثقلاً خاصاً في قلبي».
واختتم بوغدانوفيتش رسالته بعبارات مفعمة بالمشاعر الجياشة، قائلاً:
«أنا أغلق هذا الفصل من حياتي، ولكن حبي وعشقي للعبة كرة السلة سيبقيان إلى الأبد. أنا لم أصل إلى النهاية، بل وصلت إلى الجانب الآخر من البداية».
إن اعتزال بوغدانوفيتش يمثل نهاية لمسيرة كروية فريدة من نوعها، حيث امتزجت فيها التجربة الأوروبية الغنية بالاحتراف الأمريكي المثير، لتشكل قصة نجاح ملهمة ستظل محفورة في ذاكرة كرة السلة إلى الأبد.